الحكمة والحلول الصينية للإجابة عن مستقبل البشرية بشكل علمي

| | موعد الأصدار:2021-09-06

إندفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وتشييد عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والرخاء المشترك وكذلك الانفتاح مع التسامح مفهوم جديد مهم طرحه الأمين العام شي جين بينغ وكذلك جوهر أفكاره الدبلوماسي.  وذلك بعد تفكير الأمين العام شي جين بينغ العميق في "أي نوع من العوالم تبني، وكيفية بناء هذا العالم" وغيره من أسئلة كبيرة تهم مستقبل البشرية، وانطلاقا من شعوره بمسؤولية رئيس دولة كبيرة واستعراضه لمسيرة تنمية تاريخ الإنسان مع أخذ بعين اعتبار الوضع العام. لذا، إن الاستيعاب الدقيق لخلفية المفهوم التاريخية وفحواه وجوهر روحه وطلباته التطبيقية وأهميته العظمى يتحلى بمغزى هام بالنسبة لدراستنا وتطبيقنا بشكل عميق لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وخلق وضع جديد لدبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية.

الأول، تم تشكيل مفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وسلسلة من السياسات والآراء خلال التفكير العميق في المسألة الهامة عن مستقبل البشرية.

إن مجتمع مصير مشترك للبشرية، كما يدل عليه اسمه، يعني ارتباط مستقبل ومصير جميع الأمم والدول ارتباطا وثيقا، وينبغي لها الوقوف جنبا إلى جنب في الشدائد والمشاركة في السراء والضراء، والعمل سويا لبناء كوكب الأرض الذي ولدنا عليه ونعيش عليه إلى عائلة كبيرة متناغمة، وترجمة تطلّعات الشعوب لحياة أفضل على أرض الواقع.

في مارس عام 2013، طرح الأمين العام شي جين بينغ هذا المفهوم لأول المرة أثناء خطابه في معهد العلاقات الدولية بموسكو روسيا، حيث أشاد شي إلى "أن العالم قد شهد ارتفاع درجة الترابط والاعتماد المتبادل بين مختلف البلدان بصورة غير مسبوقة. تعيش البشرية في قرية عالمية واحدة، وفي ذات الزمان والمكان الذي يلتقي فيهما التاريخ والواقع، فتصبح على نحو متزايد مجموعة مصير مشترك، تتشابك فيها أقدار الجميع". وبعد الشهر، في الاجتماع السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي، واصل الرئيس شي تشريح هذا المفهوم وطرح الاتجاه الصحيح لترسيخ الوعي بمجموعة مصير مشترك: التشجيع على التغيير والابتكار وتقديم قوة محركة لا تنضب  لتعزيز التنمية المشتركة؛ الحفاظ على السلام بقلب واحد وتقديم الضمان الأمني لتعزيز التنمية المشتركة؛ الاهتمام بالتعاون وتقديم الطريق الفعال لتعزيز التنمية المشتركة؛ التمسك بالانفتاح والتسامح وتوفير مجال واسع لدفع التنمية المشتركة. وفي مارس 2014، عند طرح الخطاب بمقر اليونسكو، قال الأمين العام شي انطلاقا من التبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات العالمية "إن العالم الذي نعيش فيه، هو عالم من مختلف الثقافات والمجموعات العرقية وألوان البشرة والأديان والأنظمة الاجتماعية، وقد شكلت مختلف شعوب البلدان مجتمع مصير مشترك تتشابك فيه أقدار الجميع". وفي سبتمبر 2015، عند خطابه للمناقشة العامة للدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، شرح الرئيس شي جين بينغ بشكل أولي ومنظم الفحوى العلمي لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، أي "بناء شراكة تقوم على التعامل المتساوي والتشاور والتفاهم"، "تأسيس منظومة أمنية تتسم بالإنصاف والعدالة والتشارك والتنافع"، "السعي وراء مستقبل تنموي متّسم بالانفتاح والابتكار والشمول والمنفعة المتبادلة "،  "تعزيز التواصل الحضاري المتصف بالوئام مع إبقاء الاختلاف وضم كل ما يفيد من الأفكار"، و"إنشاء منظومة إيكولوجية تقضي بإجلال الطبيعة والدعوة إلى التنمية الخضراء".

في هذه المرحلة، قدم الأمين العام شي جين بينغ عرضا منظما حول دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، والعلاقة بين الصين والعالم، ووعي الصين وثقتها بسلوك الصين لطريق التنمية السلمية، وبناء أي نوع من العالم، وكيفية بناؤه، وتطوير الشراكة العالمية بنشاط، ودفع بناء "الحزام والطريق" وغيرها من الأسئلة، وأجاب بشكل أولي عن السلسلة من السؤال الأساسية المتمثلة بدوافع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وكيفية تعزيزه، مما جسد بشكل ممركز الأفكار العميقة للأمين العام شي جين بينغ عن مصير ومستقبل الصين والبشرية.

من أجل تحقيق حلم الصين بالنهضة العظيمة للأمة الصينية، لازم الاستيعاب الصحيح للاتجاه الرئيسي للعالم المعاصر والعلاقة بين الصين والعالم. والموضوع الأساسي العصري المتمثل بالسلام والتنمية ليس خلفية طرح بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية فحسب، بل هو نقطة انطلاق المفهوم وهدفه النهائي أيضا. في عالم اليوم، ارتفعت درجة الترابط والاعتماد المتبادل بين مختلف البلدان بصورة غير مسبوقة، وفي مواجهة هذا التيار، يتعين على كل دولة وأمة إعادة التفكير والإجابة عن السؤال المتمثل في علاقتها مع العالم. أما الصين، فقد دخلت مرحلة حاسمة لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، ولذلك، أصبح الأمر مهما جدا بالنسبة إلى استيعاب الاتجاه العام لتنمية العالم ومواكبة تيار عصرنا. وأكد الأمين العام شي جين بينغ على ضرورة التحلي بالنظرة العالمية للتوفيق بين التنمية الداخلية والانفتاح على الخارج على نحو أفضل وربط التنمية الصينية بالتنمية العالمية ودمج مصالح الشعب الصيني في المصالح المشتركة لشعوب مختلف البلدان، وضرورة مواصلة توسيع التعاون المتبادل المنفعة مع سائر البلدان ومشاركتها في معالجة الشؤون الدولية بموقف أكثر إيجابية، والتعاون في مواجهة التحديات العالمية، سعيا لتقديم مساهمات في سبيل التنمية العالمية.  هذا يبين بشكل واضح أن دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية ليس لغة دبلوماسية، بل هو مطلوب داخلي لتحقيق حلم الصين والمعنى الأصلي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية والتجسيد الواضح للرؤية العاليمة لأعضاء الحزب الشيوعي الصيني في العصر.

图片5

خط السكة الحديدة الصين-لاوس الواقع في حوض نهر الميكونغ-لان سانغ جيناغ هو  مشروع الترابط الإستراتيجي بين مبادرة الصين "الحزام والطريق" ومشروع لاوس" تحويل دولة منغلقة بريا إلى دولة ترابط بريا". يتبنى السكك الحديدية وفقا للمعايير التقنية والإدارية الصينية، وتبلغ سرعتها المصممة 160 كيلومترا في الساعة، وهي السكك المكهربة للركاب والشحن التي من المخطط أن يبدأ تشغيلها في ديسمبر عام 2021. تظهر الصورة السكك الحديدة الصين-لاوس تحت الإنشاء من خلال التصوير الجوي في مقاطعة فينتيان، لاوس. وكالة شينغ هوا

مع تطور الصين السريع وتنامي قوتها الشاملة، يقلق بعض الناس في العالم من أن تسلك الصين  طريق السعي نحو الهيمنة. وطرح آخرون "نظرية التهديد الصيني". وترجع هذه الرؤى  إلى إساءة القراءة المعرفية، أو إلى القلق في بعض الحالات، أو إلى التحيز المتواصل. كيف تتطور الصين؟ أي نوع من البلاد ستغدو الصين بعد تطورها؟ قد أصبح سؤال لازم إجابتنا عنه في طريق نهضة الأمة. لقد استجاب الأمين العام شي جين بينغ لهذا السؤال في مختلف المناسبات، وشرح وعمق فهمه عن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.  وأكد "أن الشعب الصيني لا يقبل منطق حتمية تحول دولة قوية إلى الهيمنة" ويريد أن يتعايش في وفاق ويتطور في تناغم مع شعوب البلدان الأخرى للسعي نحو السلام وحمايته والاستفادة منه معا كما "أن جهود الشعب الصيني لتحقيق حلم الصين ستجلب للعالم فرصا هائلة"، و"الصين سوف تأخذ زمام المبادرة لتحمل المزيد من المسؤولية الدولية، والعمل مع البلدان الأخرى للدفاع عن ضمير الإنسانية والأعراف الدولية، والعمل بلا تحيز ودعم العدالة في الشؤون الدولية والإقليمية، والمشاركة بصورة أكثر نشاطا وفاعلية في حل القضايا الساخنة. وستعمل على تطوير نفسها من خلال حماية السلام العالمي، وعلى تعزيز السلام العالمي من خلال استغلال تنميتها الخاصة". وبفضل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وجعل الفكرة الجديدة للمكسب المشترك بديلا من العقلية القديمة المتمثلة بـ"لعبة المحصلة الصفرية" و"رِبْحُ طرفٍ خسارة للآخر، والرابح يأخذ كل شيء"، أصبح حلم الشعب الصيني مرتبطا بحلم شعوب الدول السائرة بشكل أوثق.

图片3

تظهر الصورة مدرج الطائرات الجديد في مطار فيلانا الدولي بجزر المالديف من مقاولة الشركة الصينية، اليوم الـ14 سبتمبر عام 2018. تصوير: تشى تو، وكالة شينغ هوا

وفي حين طرح مفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، اقترح الأمين العام شي جين بينغ برؤية خلاقة مبادرة "الحزام والطريق" ودفع بناؤه بجهود، مما شكل منصبا تطبيقيا لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
 في عام 2013، عند زيارته إلى قازاقستان وإندونيسيا، قدم الرئيس مبادرة للتعاون في بناء الحزام الاقتصادي على طول طريق الحرير وبناء طريق الحرير البحري للقرن الـ21. ومن أجل دفع عملية تطبيق المبادرة، اقترح الرئيس خطة لإنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وأعلن نيابة عن الحكومة الصينية استثمار 4 مليار دولار أمريكي لإنشاء صندوق طريق الحرير، مما جسد عزمة الصين الثابتة لتحقيق التنمية المشتركة مع العالم. إن بناء "الحزام والطريق" ليس شعارا فارغا، بل هو تدبير واضح وملموس سيحقق فوائد حقيقية لبلدان المنطقة. أشار الأمين العام شي جين بينغ إلى: وجوب التقدم إلى الأمام باستغلال الوضع المؤاتي والعمل تماشيا مع الظروف، لبناء "الحزام والطريق" إلى طريق السلام والازدهار والانفتاح والابتكار والحضارة، وتحويلها إلى أوسع منصة للتعاون الدولي تماشيا مع تيار العولمة الاقتصادية.

 وتحت تخطيط  ودفع الأمين العام شي جين بينغ في هذا الصدد، وبفضل جهود الأطراف المختلفة، قد خطى بناء "الحزام والطريق" بخطوات جوهرية، واستمر في مسيرة التقدم والتطبيق وحقق التنمية المستقرة والمستدامة والعالية الجودة، الأمر الذي فتح آفاقا واسعا لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية أمام العالم وقدم القوة المحركة القوية له.

الثاني، الإجابة العلمية عن "سؤال العالم وسؤال العصر"، وعرض فحوى المفهوم العلمية بشكل أكثر نظاما وعمقا، لجعل محتواه أغنى وأكمل، وترسيخ المفهوم في قلوب الناس.

بعد شرح فحوى المفهوم العلمية بصورة أولية ومنظمة، واصل الأمين العام شي جين بينغ التفكير في هذا المفهوم المهم وإكماله.

في أكتوبر عام 2015، ألقى الأمين العام شي خطابا في مأدبة عشاء استضافها اللورد عمدة مدينة لندن، وعرض النية الأصلية لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية انطلاقا من زاوية  "المساهمة بحكمة الصين وقوتها في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي وإكمال الحوكمة العالمية". حيث قال إن "الصين استفادت في تنميتها من المجتمع الدولي، وستسهم بدورها في تنمية أسرة أمم العالم". وظلت الصين داعية إلى التعاون الدولي ومُسهمة نشيطة في التعددية الدولية، وستواصل بثبات انتهاج إستراتيجية الانفتاح المتصفة بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك. ومع تصاعد قوة الصين، سنتحمل تدريجيا المزيد من المسؤوليات وفقا لإمكاناتنا، وسنسهم بحكمة الصين وقوتها في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي وإكمال الحوكمة العالمية. ولن تكون التنمية الصينية على حساب دول أخرى، بل ستزيد المصالح المشتركة". وفي نوفمبر من نفس العام، خلال كلمته في مراسم افتتاح مؤتمر باريس للتغير المناخي، حلل شي إلهامات قدمتها الجهود العالمية في مواجهة التغير المناخي لأعمال دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. أشار إلى أنه "أمام تحديات عالمية، ينبغي لجميع البلدان تعزيز الحوار، وتبادل أفضل الممارسات، وتعلم جوانب القوة عند الآخرين لتلافي ضعف النفس، والاستفادة المتبادلة من الخبرات لتحقيق التنمية المشتركة وتقديم منافع لكافة الشعوب. وفي الوقت ذاته، ينبغي لنا دعم الوئام مع إبقاء الاختلافات ونسمح لكل بلد بالبحث عن الحلول التي تناسب ظروفه الوطنية على النحو الأمثل. في سبتمبر عام 2016، واصل الرئيس شي شرح المفهوم أثناء خطابه الرئيسي في مراسم افتتاح قمة الأعمال لمجموعة الـ20 في هانغتشو. وأشار إلى أن "تنمية الصين تستفيد من المجتمع الدولي، وتريد الصين توفير المنتجات العامة الأكثر للمجتمع الدولي"، "الآليات والمبادرات الجديدة التي أطلقتها الصين لا تهدف إلى خلق كيانات بديلة ولا تستهدف أي بلد آخر. بل تهدف إلى تكملة الآليات الدولية الراهنة وتحسينها بغية تحقيق التعاون المتبادل النفع والتنمية المشتركة". وهذا يعني أن انفتاح الصين على العالم الخارجي ليس عملا منفردا، لكنه دعوة للجميع، ولا يسعى إلى بناء مجال نفوذ لها، بل إلى دعم التنمية المشتركة لكافة البلدان، ولا يهدف إلى بناء حديقة خلفية للصين، بل حديقة مشتركة تتقاسمها جميع البلدان.

في يناير عام 2017، خلال خطابه في مقر الأمم المتحدة بجنيف، شرح الأمين العام شي جين بينغ دافع طرح المفهوم وأمله وطريقة تنفيذه. حيث طرح "سؤال العالم وسؤال العصر" المشهورين عند بداية الخطاب: "أن عالم اليوم مليء بأوجه عدم اليقين ويتطلع الناس إلى المستقبل بينما تنتابهم الحيرة بشأنه في الوقت نفسه. وما الذي يحدث للعالم؟ وكيف نتعاطى مع ذلك؟ هذه أسئلة يفكر بشأنها الجميع وتدور في ذهني كثيرا". كما استعرض شي التقدمات التنموية المحققة من قبل البشرية وويلات عانت منها البشرية وتطلعاتها الملحة، وأشار إلى أن البشرية تعيش اليوم مرحلة التطورات والتغييرات والتعديلات الكبيرة، وفي الوقت ذاته، تمر بعصر تتعاقب فيه التحديات تباعا وتزداد فيه المخاطر يوما بعد آخر، ودعا شي "لندع شعلة السلام تنتقل من جيل إلى جيل، ولندع قوى التنمية تتدفق بشكل سرمدي، ولندع نور الحضارة يسطع على مر العصور. هذا ما تتوق إليه شعوب جميع الأمم، ومن ثم فإن هذه هي المسؤولية التي يتعين على كافة رجال الدولة من جيلنا الاضطلاع بها. فإن الحل الذي تطرحه الصين هو: بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وتحقيق الفوز المشترك والنفع المتبادل". في هذا الخطاب، قدم الأمين العام شي جين بينغ طريق التقدم المتجه إلى مجتمع مصير مشترك للبشرية على أساس المجالات الخميس وهي: التمسك بالحوار والتشاور لبناء عالم يسوده السلام الدائم. التمسك بالتشارك والتنافع لبناء عالم يعمه الأمن. التمسك بالتعاون والفوز المشترك لبناء عالم ينعم بالازدهار المشترك. التمسك بالتبادل والتعلم المتبادل لبناء عالم يتسم بالانتفاح والتسامح. التمسك بالتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون لبناء عالم نظيف وجميل.

إن مفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وضحه الأمين العام شي جين بينغ  بشكل معمق يحمل تطلعات الصين إلى بناء عالم جميل، ويعكس أمل شعوب العالم الجميل في تشكيل نظام عالمي جديد، لذا، فهو يتلقى الترحيب العام والدعم الشامل من قبل المجتمع الدولي، ولا سيما الدول النامية. وتم إدراجه في سلسلة من الوثائق الدولية فيما بعد. في اليوم الـ10 فبراير عام 2017، تم إدراج المفهوم في "القرار من المجال الاجتماعي عن تطوير علاقة الشراكة الجديدة بين الدول الإفريقية" للجنة تنمية المجتمع من الأمم المتحدة؛ وفي اليوم الـ17 مارس، تم إدراج المفهوم في قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة عن القضايا الأفغانية برقم 2344؛ وفي اليوم الـ23 مارس، تم إدراج المفهوم في قراري جلسة الحقوق الإنسانية عن "الحقوق الاقتصادية والاجتمعاعية والثقافية" و"حقوق الحبوب"؛ في اليوم الثاني نوفمبر، تم إدراجه في قراري الأمن للجمعية العامة للأمم المتحدة عن "إجراءات فعلية للوقاية من سباق التسلح في الفضاء الخارجي" و"عدم وضع الأسلحة في الفضاء الخارجي أولا"...... الأمر الذي أثبت أن فكرة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية قد حظيت بقبول واسع من جانب المجتمع الدولي. إن هذه الفكرة تمثل نقطة التلاقى لتطلعات شعوب دول العالم إلى السلام والتنمية والازدهار، وهي وضحت اتجاه التقدم لتحقيق تنمية العالم نحو الأفضل، وقدمت الحكمة الصينية والحلول الصينية.

وأثناءالمؤتمرالوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني المنعقد في أكتوبر عام 2017، أصبحت فكرة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية راية صينية واضحة لقيادة تيار العصر وتقدم الحضارة البشرية، باعتبارها موضوعا هاما لثمانية ايضاحات من أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وبندا من برنامج الشامل الأساسي للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في العصر الجديد. اتخذ الجزء الـ12 لتقرير المؤتمر الوطني "التمسك بطريق التنمية السلمية ودفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية" عنوانه، وعرض بشكل منظم محتوى غنيا وعميقا وقيمة عصرية لفكرة مجتمع مصير مشترك للبشرية. في مارس عام 2018، قامت الدورة الأولى للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب بإدخال دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية في ((مشروع التعديل الرابع لدستور جمهورية الصين الشعبية)) مما ارتقى بالفكرة إلى إدارة البلاد.

  إن فكرة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية مطروحة من قبل الأمين العام شي جين بينغ انطلقت من مستقبل البشرية مع أخذ النوعين المحلي والدولي من الوضع العام بعين الاعتبار، وجسدت روح الصين لتحمل مسؤوليتها كدولة كبرى ورسالتها السامية من أجل تقديم إسهامات أكبر لسلامة العالم وتنميتها وكذلك الرغبة الخالصة والعزمة القوية لحزب الصين الشيوعي وحكومة الصين وشعبها في سبيل دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية والتنمية البشرية وتحقيق مستقبل أفضل للعالم.

الثالث، برهنت مكافحة وباء الالتهاب الرئوي المترتب على فيروس كورونا المستجد: بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية هو طريق صحيح لمواجهة التحتيات المشتركة للبشر وبناء عالم أكثر ازدهارا وجمالا.

يكون بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية برنامج الحلول المنظم الذي طرحته الصين لمواجهة التحديات العاليمة وإصلاح وإكمال الحوكمة العالمية.

وبعد اختمام المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، استمر الأمين العام شي جين بينغ في تعميق عرض طريق بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية: في الاجتماع الـ20 لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي، أطلق لأول مرة في إطار منظمة شانغهاي للتعاون مبادرات هامة مثل "مجتمع صحة مشتركة للبشرية" و"مجتمع أمن مشترك للبشرية" و"مجتمع تنمية مشتركة للبشرية" و"مجتمع ثقافة مشتركة للبشرية"؛ في الاجتماع الـ27 لقادة اقتصادات الأبيك، وضح لأول مرة بشكل منظم بناء مجتمع مصير مشترك يتحلى بالانفتاح والشمولة والإبداع والتنمية والترابط والتواصل والتعاون والفوز المشترك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. إضافة إلى ذلك، طرح الأمين العام في المناسبات العديدة داخلة وخارجة البلاد مبادرات هامة من بينها بناء "مجتمع المصير المشترك في الفضاء السيبراني" و"مجموعة مصير مشترك للأمن النووي" و"مجتمع المصير المشترك في المجال البحري" ومجتمع صحة مشتركة للبشرية"، مما جعل مفهوم "مجتمع مصير مشترك للبشرية" واضحا وملموسا أكثر. في الوقت نفسه، أصدرت الصين سلسلة من الإجراءات العملية، لكي يدفع تحول بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية من الفكرة إلى الأعمال. من صيانة تعددية الأطراف بعزمة إلى مواجهة تغير المناخ بجهود مشتركة، من التشارك في بناء "الحزام والطريق" بصورة عالية الجودة إلى قيادة التعاون في التخفيف من حدة الفقر في العالم، جعلت اجراءات الصين الملموسة  "بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية" أسفر عن ثمار كثيرة كشجرة الأفكار.

图片4

في اليوم الـ13 مارس عام 2020، عقدت الصين مع دول أوروبا الوسطى والشرقية الـ17 مؤتمر الخبراء عبر الفيديو بموضوع الوقاية والحد من وباء كوفيد -19، حيث تقاسم وتبادل الحاضرون الخبرات والمعلومات حول هذا الموضوع. هذا هو إجراءات مهمة اتخذتها الصين حسب فكرة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية في سبيل سلامة الصحة العامة في العالم. تظهر الصورة خبراء لاتيفا المتخصصين بالصحة العامة الذين شاركوا في مؤتمر الفيديو بسفارة الصين لدى لابيفا، ريجا، لاتيفا. تصوير: يانس، وكالة شينغ هوا

لقد شهد وباء كوفيد – 19 المفاجئ مغزى هام لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية بشكل خاص. وفي مواجهة أخطر انتشار المرض الوبائي في العالم خلال مئاة سنة، يوجد طريق صحيح وحيد أمام البشرية، وهو الذي أشار إليه الأمين العام شي جين بينغ، التقدم نحو هدف بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وأثناء مكافحة الوباء، تقف الصين في جانب التاريخ الصحيح، وتظل تتمسك بلعب دورها كبانية للسلام العالمي ومساهمين في التنمية العالمية وحماة للنظام الدولي. ووضح الأمين العام أهمية والحاجة إلى بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية في محادثاته ومكالماته الهاتفية والمقابلات التلفيزيونية مع عشرات من قادة الدول الأخرى ومسؤولي المنظمات الدولية، وعند حضوره لقمة قادة مجموعة العشرين وجمعية الصحة العالمية الثالثة والسبعين والقمة الخاصة لتعاون الصين والدول الافريقية في مكافحة وباء كوفيد-19، والدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة  واجتماع الحوار مع مسؤولين تجارية واقتصادية من دول منظمة الأبيك واجتماعات أخرى.

تظل الصين تنفذ واجباتها الدولية بشكل إيجابي، إطلاقا من موقفها العلني والشفاف والمسؤول، وتبادر من غير إبطاء لبلوغ معلومات الوباء إلى منظمة الصحة العالمية والدول والمناطق والمنظمة المعينة ونشر تسلسل جيني لفيروس كورونا-19 وغيرها من المعلومات وإعلان مشروعات التشخيص والعلاج والوقاية والسيطرة، وتقاسم بلا تحفظ خبراتها في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه وعلاجه مع الأطراف المعنية؛ وفي ظل مواجهتها ضغوط شديدة للوقاية من الوباء، أطلقت الصين أعمال إنسانية عاجلة تجمع أكثر المرات وتشمل أوسع نطاق منذ تأسيس الصين الجديدة، ولعبت دورتها كأكبر دولة توفر المواد والأموال المخصصة لمكافحة الوباء في العالم، وأنقذت آلاف من الأرواح في العالم من خلال أفعالها الواقعية؛ ووعدت الصين أنها بعد إكمال بحث وتطوير وإنتاج اللقاحات لكوفيد-19 ستروج اللقاحات كالمنتجات العامة للعالم، مما يقدم الإسهامات الصينية في جعل اللقاحات أكثر مقبولة من حيث الكمية والسعر في الدول النامية؛ وألغت الصين في إطار منتدى التعاون بين الصين والدول الإفريقية القروض بلا فوائد المستحقة لغاية نهاية عام 2020 على البلدان الافريقية المعينة، وعززت دعمها للبلدان الإفريقية التي تأثرت بشدة بالوباء والضغوط......فكل هذا قد أظهر بشكل حيوي روح الصين لتحمل مسؤوليتها كدولة كبرى.

تحت القيادة القوية من قبل لجنة الحزب المركزية ونواتها الرفيق شي جين بينغ، أصبحت الصين أول دولة سيطرت على الوباء وحققت استئناف العمل والإنتاج، وحققت النمو الاقتصادي. كل هذه المنجزات قدمت البرنامج والطريق قابلين لتعلم العالم من أجل الانتصار على الأزمة حاليا، ورسخت فكرة مجتمع مصير مشترك للبشرية في قلوب الناس بشكل أعمق.

إن الوباء عجل تعديل النمط الدولي. الاقتصاد العالمي يعاني من ركود حاد، سلاسل الصناعة والإمداد العالمية تتأثر من الوباء، و"المعضلات الأربعة الكبرى" التي أفرزتها القضايا المتعلقة بإدارة الأزمات وبناء الثقة المتبادلة وتحقيق السلام والتنمية الاقتصادية لا تزال تزداد؛ الأحادية والحمائية وأعمال الهيمنة تتشدد، تتعرض العولمة الاقتصادية لتيار مضاد، الأمر الذي زاد من المخاطر وعوامل عدم اليقين. وفي وجه التحديات القاسية المتعددة، يحتاج البشر أكثر حاجة من أي وقت مضى إلى تعزيز التعاون والتغلّب سوياً على المصاعب الحالية وتحقيق التقدم معا.

 برزت الحلقات الضعيفة للحوكمة العالمية بسبب الوباء، وفي العصر بعد الوباء، ركز المجتمع الدولي اهتمامه على النظامة الدولية والحوكمة العالمية. في خطابه عند الجلسة الأولى للقمة الخامسة عاشرة لقادة مجموعة الـ20، أشار الأمين العام شي جين بينغ إلى أنه "يجب الالتزام بمبادئ التشاور والتشارك والتنافع، والتمسك بالانفتاح والشمول والتعاون وتبادل المنفعة والمواكبة مع العصر." كما أكد شي ينبغي تعزيز المنظومة الدولية التي نواتها الأمم المتحدة. وعلى الأطراف المختلفة الدفاع بثبات عن سلطة الأمم المتحدة ومكانتها، والالتزام بالهدف والمبادئ لميثاق الأمم المتحدة، وحماية النظام الدولي الذي أساسه القانون الدولي. ويجب إكمال هيكلة الحوكمة للعولمة الاقتصادية. ويتعين الحافظ الثابتة على نظام تجاري متعدد الأطراف شفاف وغير تمييز ومفتوح وشامل ويتخذ القواعد كالأساس، ودعم إصلاح منظمة التجارة العالمية من أجل تعزيز فعاليتها وسلطتها ودفع التجارة الحرية ومعارضة الأحادية والحمائية، وحماية المنافسة العادلة، وضمان المصالح الإنمائية والحيز السياساتي للبلدان النامية. ومن اللازم تحسين قدرتنا على مواجهة التحديات العالمية. حاليا، يكون واجب أكثر إلحاحا هو تعزيز نظام الصحة العامة في العالم، ووقاية وسيطرة وباء كورونا-19 والأمراض الوبائية الأخرى. ويجب زيادة قوة التعاون الدولية في مجال البيئة الإيكولوجية، وحماية الكرة الأرضية التي تعتمد عليها حياة البشرية.

إن سلسلة من مقتطفات الأقوال المتعلقة دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية تمثل بلورة نظرية علمية تجمع بين أفكار الماركسية عن التاريخ العالمية وتغيرات كبيرة لم يسبق لها مثيل منذ مائة سنة والتطبيقات الدبلوماسية العملية لبلادنا، فهي تتماشى مع اتجاه العصر المتمثل في السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك، وتقود عملية الابداع لنظرية وتطبيق دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، ووضعت خطة التنمية المشتركة والازدهار المستمر واللاستقرار السياسي الدائم للمجتمع البشري، وأظهرت الرؤية العالمية والصدر الرحب للصين وروحها لتحمة مسؤولياتها كدولة كبرى التي تتحد مع التنمية نفسها وتنمية العالم.

وإن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية عملية تاريخية لا يمكنها الإنجاز دفعة واحدة ولا السير في ريح مؤاتية، بل تحتاج إلى جهود شاقة وطويلة. ومن أجل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، يجب علينا بذل جهود مثابِرة ودؤوبة، ولا يجوز لنا التخلي عن الحلم بسبب تعقيدات الواقع، وعن المساعي بسبب بعد المثل العليا. وإن هدف بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية سيتحقّق بكل تأكيد طالما رسخت جميع الأطراف فكرة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وتشاركت في التخطيط والتطبيق وثابرت على العمل خطوة بخطوة والنضال بجهود دؤوبة.


المصدر: العدد الأول لعام 2021  مجلة "البحث عن الحقيقة"

تملك الصين النظرية حقوق المؤلف للطبعة الترجمية, من اللازم الإشارة إلى مصدر عند نقلها.

ترشيحات للقراءة

版权所有中央党史和文献研究院

建议以IE8.0以上版本浏览器浏览本页面京ICP备11039383号-6京 公网安备11010202000010