دفع بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية

مصدر:يانغ جيه شى مصدر:صحيفة الشعب اليومية(2017.11.19)| | موعد الأصدار:2017-12-12

جاء فى تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الذى أعده الامين العام شى جين بينغ وأعلن فى الجزء الدبلوماسى بصراحة أن "الحزب الشيوعى الصينى هو حزب سياسى يبذل قصارى جهده من أجل إسعاد الشعب الصينى وحزب سياسي يسعى وراء قضية تقدم البشرية.و دائما يعتبر الحزب الشيوعى الصين أن مهمته الخاصة المساهمات الجديدة للبشرية ". وقال الشيوعيون الصينيون هذا وفعلوا الشيء نفسه أيضا. ومنذ المؤتمر الوطنى الثامن عشر للحزب الشيوعى الصينى، اتخذ الامين العام شى جين بينغ رؤية عظيمة وتفكير استراتيجى كرجل سياسي واستراتيجي بارز وطرح التفكير الهام حول بناء مجموعة المصيرالمشترك للبشرية. وهذا جزء هام من تفكير شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وهو إسهام هام من الصين المعاصرة في العالم، وأصبح راية مميزة للصين في قيادة اتجاه العصر وتطور الحضارة الإنسانية. 

أولا، ينبغي لنا أن نفهم بدقة خلفية الزمن لبناء مجموعة المصير المشترك للبشرية 

واشار تقرير المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصينى الى ان "العالم يمر بفترة اصلاح وتعديل كبيرين ، وان السلام والتنمية لا يزالان موضوع العصر". ففى الوقت الذى تعيش فيه البشرية فى نفس القرية العالمية التى تتزايد فيها المصائر المترابطة بين الدول. وقد أخذ المجتمع الدولي في التحول إلى مجموعة المصير المشترك وتتشابك فيها أقدار الجميع. ولا يمكن لأي بلد أن يعالج التحديات التي تواجه البشرية وحدها، ولا يمكن لأي بلد العودة إلى جزيرة معزولة. ويتعين على جميع بلدان العالم أن تعمل معا بروح مسؤولة من أجل حماية السلام والتنمية العالميين وتعزيزهما معا. 

 وفي الوقت نفسه، تعمقت عملية تعدد الأقطاب في العالم، والعولمة الاقتصادية، وإضفاء الطابع الاجتماعي على المعلومات، والتنوع الثقافي، انهضت بسرعة بلدان الأسواق الناشئة والعدد الهائل من البلدان النامية، وهذا غيرت مقارنة القوى الدولية بصورة متزايدة وأعادت تشكيل نظرية العلاقات الدولية وممارستها على نحو متزايد. و "المركزية الغربية" التي يهيمن الغرب على النمط الدولي والتي كان مفهومها الغربي للعلاقات الدولية توجها رئيسيا صعبة على الاستدامة، وأصبحت مفاهيم الإدارة الغربية وأنظمتها وأنماطها أكثر صعوبة للتكيف مع النمط الدولي الجديد واتجاه العصر،وأصبحت عيوبها راسخة الأرومة ، حتى القوى الغربية الكبرى فشلت في حكم نفسها وهناك العديد من المشاكل. بذلك يدعو المجتمع الدولي على وجه الاستعجال إلى مفهوم جديد للحكم العالمي، ووضع نظام دولي جديد أكثر عدالة وإنصافا، ليفتح مستقبلا أفضل للبشرية. 

 منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، على أساس الانجازات الكبيرة التي حققتها الصين منذ تأسيس الصين الجديدة ولاسيما بعد تنفيذ الاصلاح والانفتاح هناك حدثت تغيرات تاريخية في قضية الحزب والبلاد ، وقامت الصين  بموقف البداية الجديدة للتنمية، دخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية عصرا جديدا. وهذا يعني أن الأمة الصينية التي صمدت في وجه المشقات والمتاعب لمدة طويلة حققت قفزا عظيما وهى أصبحت قائمة ثم غنية ثم قوية وأقبلت إلى المستقبل المشرق لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، يعني أن الاشتراكية العلمية في الصين في القرن ال21 مليئة بحيويتها الكبيرة وعالية الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العالم، يعني طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ونظريتها ونظامها وثقافتها تتطور باستمرار ووسعت مسار تسيير البلدان النامية إلى التحديث ،وقدمت خيارا جديدا لتلك البلدان والأمم التي تريد تسريع التنمية وتأمل الحفاظ على استقلالها في نفس الوقت ، وساهمت الحكمة الصينية وحلولها لحل مشاكل الإنسانية. دوليا، فلسفة وممارسات حوكمة الصين كانت محل تقدير كبير ومعترف بها على نطاق واسع،وتحسنت المستويات الصينية على النفوذ الدولي، والجاذبية، وقوة التشكيل . لذلك الصين لديها الثقة والقدرة على تقديم مساهمات أكبر للعالم. 

وفي ظل هذه الخلفية، وقف الأمين العام شي جين بينغ في ذروة التطور التاريخي للبشرية وأخذ مسؤولية قادة القوى الكبرى في التفكير بعمق في المسائل الرئيسية المتعلقة بمستقبل ومصير البشرية، مثل "أي نوع من العالم نبنيه وكيف نبني هذا العالم" وقام بالشروح الهامة حول بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية في مناسبات مختلفة ، الأمرالذي شكل تظام الفكر الذي يتميز بالكمال والعلم والمحتويات الغنية و المعاني الوفيرة. إن التفكير في بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية هو إنجاز ابتكاري رئيسي للدبلوماسية الصينية المعاصرة، وقد أشاد به المجتمع الدولي بحماس، وقد كتب في وثيقة الأمم المتحدة عدة مرات، مما أدى إلى انتشار نفوذ دولي واسع الانتشار وبعيد المدى. 

ثانيا، فهم شامل للمحتويات الغنية لبناء مجموعة المصير المشترك للبشرية 

إن جوهر بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية غني جدا وعميق، ويكمن جوهره في "بناء العالم بسلام دائم، وأمن عالمي، وازدهار مشترك، ومفتوح ومتسامح ونظيف وجميل"، على النحو المشار إليه في تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب. وعلينا أن ندفع بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية من خمسة جوانب: السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة والإيكولوجيا. 

(أ‌)   فيما يتعلق بالسياسة، يجب أن نحترم بعضنا بعضا وأن نجري مشاورات على قدم المساواة، وعلينا أن نتخلى عن عقلية الحرب الباردة وسياسات القوة، وأن نتخذ طريقا جديدا للتبادلات بين الدول بالحوار عدم التواجه والتشارك عدم التحالف. عند الانسان حروب متكررة  في التاريخ، و قتل وموت كثير ،وتكون دروسا مؤلمة . لذلك السلام لا الحرب هو رغبة بسيطة وحقيقية لجميع الشعوب. إن المعنى الأساسي لبناء عالم دائم السلام يكمن في أنه ينبغي للبلدان أن تقيم شراكة من المساواة والتفاهم المتبادل والتسامح المتبادل. وكثيرا ما تكون القوى الكبرى هي المحددات الرئيسية للحرب أوالسلام وتحمل مسؤولية أكبر عن السلام والتنمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وينبغي للقوى الكبرى أن تحترم المصالح الجوهرية للبلاد واهتماماتها الرئيسية، وأن تحكم الصراعات والخلافات، وأن تعمل بجد لبناء نوع جديد من العلاقات التي لن تتعارض، ولن تتواجه ، و فيها الاحترام المتبادل، والتعاون والفوز المشترك. وينبغي على القوى الكبرى أن تعامل كل بلد صغير آخر بمعاملة متساوية، ولا ينبغي لها أن ترفع نفسها فوق كل البلدان وتتنمر على الضعيفة معتمدة على قوتها. إن الصراعات والاختلافات فيما بين البلدان ينبغي حلها عن طريق إجراء مشاورات متساوية .ونحن يجب أن نتمسك بمبدأ حل الخلافات من خلال الحوار بحرص شديد وصبر. ولا يمكن لجميع البلدان أن تتطور معا، إلا عندما تتبع جميع البلدان طريق التنمية السلمية، وبذلك يمكن للبلدان والأمم أن تتعامل بالسلام. 

(ب‌)  وفيما يتعلق بمسألة الأمن، يجب أن نتواصل في حل المنازعات عن طريق الحوار، وحل الخلافات من خلال التشاور، وتنسيق تهديد الأمن التقليدي وغير التقليدي، ومعارضة الإرهاب بجميع أشكاله. وفي الوقت الحالي، فإن الاضطراب في الوضع الأمني الدولي معقد، والتهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية متشابكة، كما أن محتويات القضايا الأمنية وتوضيحها تتسع بشكل أكبر، وفي الوقت نفسه، يندمج المزيد من الناس المصالح والأمان معا. وفي ظل هذا الوضع الجديد، أصبحت عقلية الحرب الباردة والتحالف العسكري والسعي إلى تحقيق أمنها المطلق أمرا غير عملي.وينبغي لجميع الأطراف أن تضع مفهوما أمنيا مشتركا وشاملا ومتعاونا ومستداما جديدا. وبغض النظر عن الحجم والقوة والثروة والتقاليد التاريخية والثقافية والاختلافات في النظم الاجتماعية، ينبغي لجميع البلدان أن تحترم شواغلها الأمنية المشروعة وأن تهتم بها. وأن تتمسك بالمبادئ الأساسية المتمثلة في احترام السيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض وغيرها من العلاقات الدولية الأخرى وتنسيق صيانة الأمن التقليدي وغير التقليدي. ولجميع البلدان الحق في المشاركة في شؤون الأمن الإقليمي على قدم المساواة، كما تتحمل مسؤولية حماية الأمن الإقليمي.ويجب عليها أن تحل المشاكل الأمنية من خلال الحوار والتشاور والتعاون متبادل المنفعة. 

(ت‌) وفيما يتعلق بالاقتصاد، ينبغي أن نعمل معا من أجل تعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما وتعزيز العولمة الاقتصادية في وضع أكثر انفتاحا وشمولية وشمولا ومتوازنا ومربحا للجانبين. إن التنمية هي أهم مهمة وتنطبق على جميع البلدان.إن مجموعة المصير المشترك للبشرية تسعى إلى تحقيق التنمية المشتركة. وبغية تعزيز القدرة التنموية لجميع البلدان، تعتمد التنمية في نهاية المطاف على جهودها الذاتية.وينبغي لجميع البلدان أن تضع استراتيجية تنموية تناسب ظروفها الوطنية وفقا لخصائص أوقافها. ولتحسين البيئة التنموية الدولية، ينبغي لجميع البلدان أن تعمل معا من أجل صون السلم الدولي، وتعزز التنمية بالسلام ، وتثبت السلام بالتنمية. وينبغى خلق البيئة المؤسسية الخارجية  وتعزيز الإدارة الاقتصادية العالمية وتحسين آلية التنسيق من أجل التنمية،و ينبغي لجميع البلدان،ولا سيما الاقتصادات الكبرى أن تعزز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي. وعلينا أن نتمسك بقواعد منظمة التجارة العالمية، وأن ندعم نظاما تجاريا متعدد الأطراف منفتحا وشفافا وشاملا وغير تمييزي وأن نعزز بناء اقتصاد عالمي مفتوح. ويجب تحسين تنمية الشراكة، وتحقيق أقصى قدر من التوازن بين الاختلالات التنموية في الشمال والجنوب والتنمية الإقليمية، حتى تعود التنمية بالنفع على المزيد من الناس وتفيد السكان بأسره، وتوفر زخما جديدا للنمو المستدام الشامل للاقتصاد العالمي. 

(ث‌) ومن الناحية الثقافية، من الضروري احترام تنوع الحضارات العالمية، وتجاوز حواجز الحضارات عن طريق تبادل الحضارات، وعبور الصراعات الحضارية عن طريق التعلم من بعضها البعض، وتجاوز الصراعات الحضارية عن طريق التواجد الحضاري. إن تنوع الحضارة الإنسانية هو السمة الأساسية للعالم ومصدر التقدم الإنساني أيضا، حيث يحضر التنوع التبادلات والتبادلات تلد الاندماج، والاندماج يؤدي إلى التقدم. وقد جسدت الحضارات المختلفة حكم ومساهمات من مختلفة الأقوام دون أي تمييز بين التفوق والنقص. وينبغي ألا تصبح الاختلافات في الحضارة سببا جذريا للنزاعات العالمية، بل ينبغي أن تكون قوة دافعة تدفع تقدم الحضارة الإنسانية. وعلينا أن نعزز التبادل والحوار الحضاري بفكرة التعايش في وئام مع الآخرين دون ترديد آرائهم بشكل عشوائي واستيعاب مختلف الأفكار والأساليب .وينبغي لنا أن نجعل التنمية المشتركة من خلال التبادل والتعلم  المتبادل من أجل جعل التبادلات والتعلم بين الحضارات جسرا لتعزيز الصداقة بين الشعوب وتعزيز تقدم المجتمع البشري وصون السلم العالمي. 

(ج‌)   ومن الناحية البيئية، من الضروري التقيد بمبدأ مصادقة البيئة  والتعاون في مواجهة التغير المناخي وحماية وطن الأرض الذي تعتمد عليه البشرية. يمكن للبشر أن يستفيدوا من الطبيعة وتحويل الطبيعة، ولكن في التحليل النهائي هم جزء من الطبيعة، ويجب عليهم أن يهتموا بالطبيعة ولا يمكنهم وضع أنفسهم فوق الطبيعة. إن بناء الحضارة الإيكولوجية يتعلق بمستقبل البشرية. فيجب أن نحل التناقضات التي جلبتها الحضارة الصناعية، وأن نهدف إلى التنسيق بين الإنسان والطبيعة ، وأن نحقق التنمية المستدامة للعالم والتنمية الشاملة للبشرية.و يجب تأسيس بحزم وعى الاحترام للطبيعة والتكيف معها وحمايتها،إن البيئة الطبيعية الجيدة هى الكنز الحقيقي. وعلينا أن نتمسك بطريق إعادة التدوير الأخضر والمنخفض للكربون والتنمية المستدامة وأن ندفع قدما بخطة التنمية المستدامة لعام 2030 دفعا متوازنا  وأن نتخذ إجراءات لمواجهة التحديات الجديدة مثل التغير المناخي من أجل فتح طريق التنمية المتحضرة باستمرار مع تنمية منتجة وحياة مزدهرة وبيئة سليمة وبناء نظام البيئي العالمي الذي يحترم التنمية الطبيعية،و التنمية الخضراء. 

ثالثا، فهم عميق للأهمية الكبيرة لفكرة بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية 

إن فكرة بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية تتبع اتجاه التاريخ وتستجيب لمتطلبات العصر وتوحد توافق جميع البلدان وتضع مخططا لتحقيق التنمية المشتركة والازدهار المستدام والسلام والأمن على المدى الطويل للبشرية وهي ذات أهمية كبيرة وبعيدة المدى للتنمية السلمية للصين ورخاء العالم وتقدّمه. 

(أ‌)   فكرة بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية ورثت وطوّرت الأفكار الدبلوماسية  الهامة للصين ودعواتها في فترات مختلفة. بعد تأسيس الصين الجديدة، وخاصة منذ الاصلاح والانفتاح،يعلق الشيوعيون الصينيون أهمية كبيرة علي تعزيز بناء العلاقات الدولية والنظم الدولية السلميتين والمستقرتين والعادلتين والمعقولتين، وطرحوا المبادئ الخمسة للتعايش السلمي(الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي وعدم الاعتداء وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي)، وأنشؤوا النظام السياسي والاقتصادي الدولي الجديد، وطريق التنمية السلمية، وبناء  العالم المتناغم وغيرها من الأفكار الدبلوماسية الهامة الأخرى. منذ المؤتمر الثامن عشر للحزب، لجنة الحزب المركزية بزعامة الرفيق شى جين بينغ كنواة لها تدفع بنشاط تطوّرالنظرية الدبلوماسية وابتكار الممارسة على أساس الوراثة وتطوير الأفكار الدبلوماسية المهمة للصين الجديدة على فترات مختلفة، ، وطرحت مبادرة"الحزام والطريق" ومفهوم الحوكمة العالمية ومفهوم الأمن ،و مفهوم التنمية، ومفهوم البر والفوائد الصحيح ، ومفهوم العولمة وغيرها من سلسلة الأفكار الجديدة والدعوات الجديدة، وتم تشكيل فكرة الأمين العام شي جين بينغ حول الشؤون الدبلوماسية خلال الممارسة العظيمة على فتح الوضع الجديد لدبلوماسية القوى العظمى ذات الخصائص الصينية. إن فكرة بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية كأنها جوهر وخلاصة الفكرة الدبلوماسية للأمين العام شي جين بينغ وهذه الفكرة أصبحت استراتيجية دبلوماسية في العصر الجديد من أجل التمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها ،إنها عرضت الثقة الذاتية بطريق ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ،وعكست الرؤية العالمية والعقل العالمي وتحمل مسؤولية القوى العظمى للصين التي تربط تنمية نفسه بالتنمية العالمية. بتوجيه من الفكر الدبلوماسي الأمين العام شي جين بينغ، تقترب الصين وسط المسرح العالمي على نحو متزايد ، وتلعب دورالقوى العظمى المسؤولة، وتعمل بنشاط على تعزيز بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية، وتقدم المساهمات المستحقة  للبشرية باستمرار. 

(ب‌)  فكرة بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية تعكس الثقافات الصينية والخارجية الممتازة والسعي المشترك لتحقيق القيم للبشرية. إن السلام و التطوير والإنصاف والعدالة،والديمقراطية، والحرية،هذه هى السعي المشترك لتحقيق القيم للبشرية جمعاء. منذ العصر الحديث، إنشاء نظام دولي عادل ومعقول، وحماية السلام العالمي وتحقيق الازدهار المشترك هى أهداف مشتركة للبشرية. و بعد انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية  ،تحت مدفوع الصين وغيرها من قوى العدالة الأخرى "ميثاق الأمم المتحدة" وغيره من الوثائق المهمة القواعد الأساسية للعلاقات الدولية  التي تنص المساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، والتسوية السلمية للمنازعات الدولية، وهذا عكس المثل العليا النبيلة للمجتمع الدولي في  السعى للسلام الدائم وحماية الانصاف والعدالة. مع تعميق العولمة الاقتصادية، ولاسيما التحديات العالمية المتنوعة البارزة على نحو متزايد، العالم تتلاقى مصالح وسلامة المجتمع، وزيادة الوعي  في بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية، وصارت الطاقة الإيجابية القوية لتعزيز التعاون المنسق بين المجتمعات الدولية.إن الثقافة الصينية التقليدية تؤكد مفهوم الانسجام، وتدعو فكرة العالم كله كمجموعة واحدة، وتحترم مختلف البلدان والثقافات "لو احترمنا ثقافات الآخرين وقيمهم سيكون العالم مجموعة واحدة"، ونحتوي هذه الأفكار  والجينات الغنية لمجموعة المصير المشترك للبشرية. في ظل الظروف التاريخية الجديدة، رفع الأمين العام شي جين بينغ فكرة خلاقة لبناء مجموعة المصير المشترك للبشرية،هذا عكس الواقع المعاصر للعلاقات الدولية،وفي المقابل رفع القيم الإنسانية المشتركة والثقافة الصينية المتميزة إلى المستوى الأعلى أيضاً،إن فكرة بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية عكست الآمال والطموح المشترك للبشرية جمعاء، وأنتج الرنين الدولي الواسع والقوي على نحو متزايد. 

(ت‌) وقد تكيفت فكرة بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية مع التغيرات التاريخية في العلاقات بين الصين والعالم في العصر الجديد. إن العلاقة بين الصين والعالم بدأت واقفة على نقطة انطلاق تاريخية جديدة. فمن ناحية، أصبحت الصين لا تنفصل عن العالم بصورة متزايدة ، وأصبح العالم أيضا لا ينفصل عن الصين بشكل متزايد. في عام 2016، ساهمت الصين بأكثر من 30٪ من النمو الاقتصادي العالمي وبلغ حجم وارداتها وتصديرها 3.69 تريليون دولار أمريكي، أي أكثر من 30٪ من ناتجها المحلي الإجمالي، وأصبح بلدنا قوة تجارية حقيقية. لقد أثبتت الحقائق أن العالم فقط هو جيد، ويمكن للصين أن تتطور بشكل جيد، وفي المقابل لن بصبح العالم أفضل إلا بتحسن الصين. إن حلم الصين المتمثل في تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية يرتبط ارتباطا وثيقا بالأحلام الطيبة لجميع الشعوب ويرتبط ارتباطا وثيقا بحلم السلام الدائم والازدهار المشترك. ومن ناحية أخرى، لا يمكن فصل الانجازات الهائلة التى حققتها الصين فى الاصلاح والانفتاح عن دعم العالم وتعاونه، وان الصين المتصاعدة تتحمل المسؤولية والقدرة على تشارك فرص التنمية مع الدول الاخرى. ومع تطور الصين على نحو أفضل، ستكون أكثر قدرة على تشكيل العالم والتأثير عليه وتقديم مساهمات أكبر للمجتمع الدولي. من حيث إن فكرة بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية هي الحكمة الصينية والحلول الصينية التي نساهمها في الحوكمة العالمية. 

(ث‌) قد أشارت فكرة بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية إلى اتجاه التنمية في العالم ومستقبل البشرية. حاليا، فإن العالم يواجه العديد من المشاكل والتحديات وتعرضت العولمة الاقتصادية لرياحا معاكسة وهناك ركود طويل الأجل في الاقتصاد العالمي، والفجوة التنموية بارزة على نحو متزايد، وتتكرر  الصراعات الإقليمية والإرهاب وتدفقات اللاجئين  والتحديات العالمية الأخرى واحدا تلو الآخر، وتتشابك جميع أنواع الفكر الاجتماعي والسياسي .ما للعالم؟و كيف لنا أن نفعل؟ شهد بين المجتمع الدولي قلقا بشأن الاتجاه المستقبلي للتنمية. وفي هذا السياق، الأمين العام شي جين بينغ يستجيب بفعل النداءات المشتركة للمجتمع الدولي، ويفهم بدقة التغيرات التاريخية في العلاقة بين الصين والعالم وهو الذي كان يلقى الخطاب في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي ومقر الأمم المتحدة في جنيف، وقدم وجهة نظر الصين من العولمة والحوكمة العالمية، وشرح الفكر الهام في بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية شرحا شاملا، يغلي الأساسية وصولا الى السلام وليس الحرب، والتنمية وليس الفقر ، والتعاون وليس المواجهة، والفوز المشترك وليس الفوز الأحادي. إن فكرة بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية تواجه أهم القضايا في العالم ،وتعالج الارتباك في قلوب الناس، وتوضح شكوكهم و تدلّل إلي  الاتجاه الصحيح لمستقبل البشرية والعالم. 

  رابعا، المثابرة على بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية و تحسين عملنا الخارجي في الفترة الجديدة 

      إن بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية ليس الهدف السامي لدبلوماسية الصين فحسب، بل هو أيضا المسؤولية المشتركة والرسالة التاريخية لجميع البلدان في العالم. فيجب علينا أن ننفذ فكرة بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية على نحو شامل، وأن نخلق وضعا جديدا في الدبلوماسية الصينية باستمرار ، وأن نقوم بالتعاون يدا بيد مع جميع البلدان الأخرى في العالم  لنعمل معا بناء عالم أفضل. 

(أ‌)   يجب أن نتمسك بطريق التنمية السلمية وأن نعزز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية التي تقوم على الاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون والفوز المشترك. ولا يمكننا أن نتخلى عن أحلامنا بسبب الواقع المعقد.ولا يمكننا أن نتخلى عن السعي بسبب  مثلنا هو بعيد . وفي مواجهة العالم المليء بالأمل والتحديات، يجب أن نعزز بثبات بناء نوع جديد من العلاقات الدولية وإرساء أساس متين لبناء مجموعة المصير المشترك للبشرية. وسوف نحمل راية السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك والالتزام بمبدأ السياسة الخارجية المتمثل في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة.ونحن سنواصل تطوير التعاون الودي مع جميع الأمم بثبات على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. ونحافظ صارما على الانصاف والعدالة الدوليين ونعارض الهيمنة وسياسة القوة. وعلينا أن ندافع بحزم عن مصالحنا الوطنية، ولن تسعى الصين أبدا وراء الهيمنة ،ولن تقوم بالتوسع الخارجي أبدا.  

(ب‌)         وعلينا أن نحسن باستمرار التخطيط الدبلوماسي وأن ننشئ شبكة شراكة عالمية. وسوف نحسن باستمرار التخطيط الدبلوماسي لبلادنا من جميع النواحي و متعدد المستويات و ثلاثي الأبعاد بإعتبار الدول المجاورة والقوى الكبرى كنقطة التركيز  و الدول النامية كالأساس و متعددة الاطراف كالمسرح، وباعتبار تعميق التعاون العملي وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتدعيم الاساس الاجتماعى وتحسين بناء الآلية كالقناة ،لتطوير التعاون الودى الشامل مع جميع الدول. يجب أن ندفع التنسيق والتعاون بين القوى الكبرى وأن نبني إطارا للعلاقات بين القوى الكبرى التي تتطور مستقرة ومتوازنة بشكل عام وعلينا أن نعمق العلاقات مع الدول المجاورة وفقا لفكرة "المودة والصدق والمنفعة المتبادلة والشمول "ومبدأ دبلوماسي" حسن الجوار ومشاركة الجوار" وأن نتمسك بمفهوم البر والفوائد الصحيح وفكرة المودة والصدق الحقيقية لتعزيز التضامن والتعاون مع البلدان النامية . 

(ت‌)         وعلينا أن ندفع بثبات بناء " الحزام والطريق" وأن نعمق نمط الانفتاح الشامل على العالم الخارجي على نحو متزايد. وسنلتزم بالسياسة الوطنية الأساسية المتمثلة في الانفتاح على العالم الخارجي، وأن نتمسك بمبدأ فتح الباب أمام البلدان الأجنبية من أجل تنفيذ البناء، وإدماج "الحزام والطريق" في بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية على نحو وثيق ، ودمجها مع جدول الأعمال لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بشكل وثيق، وبناء منصة جديدة للتعاون الدولي، وزيادة قوة دافعة للتنمية المشتركة. وعلينا اتباع مبدأ التشاور والتشارك والتنافع، و تعزيز روح طريق الحرير التي هى التعاون السلمي والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة والفوز المتبادل والفوز المتبادل ، وتعزيز التبادلات السياسية وترابط المرافق وتسهيلات التجارة وتوسيع عمليات التمويل والتبادلات بين الشعوب مع البلدان على طول الخط،لبناء "الحزام والطريق " حتى يصبح طريق السلام والازدهار والانفتاح والابتكار والحضارة. 

(ث‌)         وينبغي أن نشارك في الحوكمة العالمية مشاركة عميقة وأن نوجه بنشاط اتجاه التغيرات في النظام الدولي. وسوف نتمسك بوجهة النظر للحوكمة العالمية للتشاور والتشارك والتنافع، ونشارك بنشاط في إصلاح وبناء نظام الحوكمة العالمية. ونتمسك بحزم بالنظام الدولي معتبر مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة كهدفه ومبدأه، ونعزز إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، ودعم التوسع في التمثيل والصوت للبلدان النامية في الشؤون الدولية. ونشارك في عملية تسوية القضايا الساخنة على المستويين الدولي والإقليمي مشاركة إقتراحية، ونواجه بفعالية جميع أنواع التحديات العالمية وحماية السلام والاستقرار الدوليين والإقليميين. ونعمل بنشاط على حماية مركز القناة الرئيسية للنظام التجاري المتعدد الأطراف، ونعزز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار الدوليين، كما نعارض جميع أشكال الحمائية. وستواصل الصين القيام بدور القوة الرئيسية المسؤولة وتواصل المساهمة بالحكمة الصينية وقوتها فى تحسين الحوكمة العالمية. 

(ج‌)           وعلينا أن نعزز قيادة الحزب المركزية والموحدة على عمل الشؤون الخارجية. وسوف ندرس وننفذ بدقة التفكير الدبلوماسى للأمين العام شي جين بينغ ونؤيد "الثقات الذاتية الأربع"(أي الثقة الذاتية بطريق ونظرية ونظام وثقافة) ونعزز "الوعي الأربع"(أي الوعي السياسي والوعي بالمصلحة العامة والوعي بالنواة القيادية والوعي بالتوافق)، ونعزز التصميم رفيع المستوى والتخطيط الاستراتيجى والتنسيق الشامل لعمل الشؤون الخارجية من أجل ضمان تنفيذ السياسة والاستراتيجية الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى. وسنعمل باستمرار على تعزيز الإصلاح وتحسين النظم والآليات لعمل الشؤون الخارجية وزيادة التنسيق العام لعمل الشؤون الخارجية في مختلف المجالات والإدارات . وسوف نواصل القيام بتبادلات وتعاون مع الاحزاب السياسية والمنظمات السياسية فى مختلف الدول وندفع التبادلات الخارجية  للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى والمؤتمر الاستشارى السياسى والعسكرى والمحليات والمنظمات الشعبية.و سنقوم بتعزيز بناء فريق الكوادر لعمل الشؤون الخارجية و تربية عدد كبير من الأكفاء ذوي الكفاءة العالية ومتعدد التخصصات في الشؤون الداخلية والخارجية. 

ترشيحات للقراءة

版权所有中央党史和文献研究院

建议以IE8.0以上版本浏览器浏览本页面京ICP备11039383号-6京 公网安备11010202000010