خطوط عريضة للكتاب الابيض حول تاريخ شينجيانغ وتطورها

| | موعد الأصدار:2012-10-08

 
 

  بكين 26 مايو / اصدر مكتب الاعلام التابع لمجلس الدولة اليوم الاثنين كتابا ابيض تحت عنوان // شينجيانغ ـ التاريخ والتطور // , يوضح بكميات كبيرة من السجلات التاريخية والارقام الحديثة والادلة الدامغة تاريخ شينجيانغ والمنجزات الرائعة التاريخية التى حققها ابناء الشعب بمختلف قومياته تحت قيادة ودعم الحكومة المركزية فى الخمسين سنة الماضية والنيف.

هذا اول كتاب ابيض اصدرته الحكومة الصينية حول مسألة شينجيانغ , وتكون الكتاب من 22 الف كلمة صينية. جاء فى الكتاب الابيض ان منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم ( باختصار شينجيانغ ) تقع على حدود الصين الشمالية الغربية وفي قلب القارة الآسيوية, ومساحتها900ر 664ر1 كيلومتر مربع, تحتل سدس مساحة الصين. ويبلغ طول الحدود البرية 600ر5 كيلومتر, تحدها ثماني دول. وهي الممر الرئيسي لطريق الحرير القديم. وحسب الإحصاءات فـي عام 2000 , بلغ عدد سكان شينجيانغ 25ر19 مل يون نسمة, منهم 9696ر10 مليون نسمة من غير قومية هان. وتعيش حاليا 47 قومية في شينجيانغ إحدى المناطق الخمس الذاتية الحكم للأقليات القومية في الصين.

وقال الكتاب الابيض انه في العصور القديمة, كان في شينجيانغ كثير من القبائل والقوميات. وحتى نهاية القرن التاسع عشر, أصبح في شينجيانغ 13 قومية هي الويغور وهان والقازاق ومنغوليا وهوى والقرغيز ومان وشيبوه والطاجيك وداوور والأوزبيك والتتار وروسيا, وشكلت منظومة توزيع جديدة للقوميات المتعددة قوامها قومية الويغور. وأضاف الكتاب الابيض ان شينجيانغ ظلت , باعتبارها ممرا رئيسيا ومحورا للتبادل الاقتصادي والثقافي بين الشرق والغرب في العصور القديمة, منطقة تتواجد فيها أديان عديدة منذ القدم.

فقبل دخول الإسلام إليها, كانت الأديان العديدة بما فيها الزرادشتية والبوذية والطاوية والمانوية والنسطورية قد دخلت تباعا على طول طريق الحرير القديم إلى شينجيانغ, حيث انتشرت في مختلف الأقاليم سويا مع الأديان الأصلية المحلية في هذه المنطقة. وبعد دخول الإسلام إليها, حافظت شينجيانغ باستمرار على الوضع المتمثل في تواجد أديان عديدة, كما دخلت إليها أيضا البروتستانتية والكاثوليكية وأديان أخرى. وقبل دخول الأديان الوافدة, كان أهالي شينجيانغ يؤمنون بالأديان الأصلية المحلية وبالشامانية المتولدة من هذه الأديان الأصلية. وحتى الآن, مازال بعض الأقليات القومية في شينجيانغ يحافظ بدرجات متفاوتة على ما تبقى من المفاهيم والعادات المتوارثة من هذه الأديان الأصلية والشامانية.

وذكر الكتاب الابيض ان الروابط الوثيقة بين شينجيانغ وحوض النهر الاصفر عريقة. وفي عام 138 ق.م , أوفدت أسرة هان الغربية تشانغ تشيان رسولا إلى المناطق الغربية لحماية المناطق الحدودية لأسرة هان من سلب ونهب الهون. وفي عام 121 ق.م, أحرزت قوات أسرة هان انتصارا كبيرا على قوات الهون المرابطة على طول ممر قانسو, بحيث أقامت أسرة هان أربع ولايات تباعا هي وو وى وتشانغيه وجيوتشيوان ودونهوانغ. وفي عام 101 ق.م, أرسلت أسرة هان الغربية مئات الجنود إلى لونتاى وتشولى وأماكن أخرى بجنوب جبال تيانشان لإقامة معسكرات لاستصلاح الأراضي البور. وفي عام 60 قبل الميلاد أقامت أسرة هان الغربية " قيادة الحدود في المناطق الغربية ". وهذا يرمز إلى أن أسرة هان الغربية شرعت تمارس سيادتها على المناطق الغربية, بحيث أصبحت شينجيانغ جزءا من الصين ـ الدولة الموحدة ومتعددة القوميات.

ومضى يقول الكتاب الابيض انه فى فترة أسرتي سوى وتانغ ( 581 ـ 907 ), عززت الحكومة المركزية حكمها في شينجيانغ. وفى فترات الأسر الخمس وأسرة سونغ وأسرة لياو وأسرة جين ( 907 ـ 1234 ), كان قد ظهر وضع يتمثل في تواجد عدة نظم حاكمة محلية في المناطق الغربية لأن مختلف الممالك فى حوض النهر الاصفر كانت منهمكة في التنازع على سلطة الحكم على كل البلاد دون الاهتمام بالمناطق الغربية. وأهمها السلطات المحلية في قاوتشانغ وكاراخان ويوتيان, ولكنها كانت تحافظ على اتصالات وثيقة مع مختلف الممالك فى حوض النهر الاصفر.

وورد فى الكتاب الابيض ان جنكيزخان مؤسس أسرة يوان أنجز التوحيد السياسى للمناطق بجنوب وشمال جبال تيانشان. وفى عام 1406, أقامت أسرة مينغ (1368- 1644م) حامية هامى, وعينت زعماء القبائل المرموقة في منطقة هامى مسؤولين على مختلف المستويات للإشراف على الشؤون العسكرية والمدنية المحلية والحفاظ على أمن الممر التجارى إلى الغرب والسيطرة على سائر المناطق الغربية بواسطة اجتذاب قلوب الناس وتجنب الغدر. وفى عام 1757, سحقت أسرة تشينغ ( 1644 ـ 1911 ) سلطة جونغقار الانفصالية لمدة طويلة في شمال غربى الصين.

وبعد سنتين من ذلك, قضت على فتنة برهان الدين وخوجاها زعيمى طائفة أكتاغليك المسلمة, مما وطد حكمها للمناطق الغربية عسكريا ومدنيا. بعد حرب الأفيون عام 1840, تعرضت شينجيانغ لعدوان روسيا القيصرية وقوى أجنبية أخرى. وفي عام 1884, أقامت أسرة تشينغ رسميا مقاطعة شينجيانغ وأطلقت على المناطق الغربية اسم " شينجيانغ " بمعنى " الأرض القديمة العائدة إلى الوطن الأم ".

وكانت إقامة مقاطعة شينجيانغ إصلاحا هاما أجرته أسرة تشينغ. ومنذذاك, كانت كافة الشؤون العسكرية والمدنية في شينجيانغ تحت إشراف حاكم المقاطعة, وانتقل المركز العسكرى والمدنى فى شينجيانغ من إيلى إلى ديهوا ( أورومتشى حاليا ). وحتى عام 1909, كان التنظيم الإدارى فى شينجيانغ متفقا تماما مع نظيره في داخلية البلاد. فى السنة التالية لانفجار ثورة عام 1911, نجح أعضاء الحزب الثورى فى شن انتفاضة في إيلى, وأقاموا الحكومة العسكرية الكبيرة والجديدة في إيلى, إيذانا بانتهاء حكم أسرة تشينغ في منطقة إيلى. وكانت حكومة جمهورية الصين بعد تأسيسها تعزز باستمرار شؤونها الدفاعية في شينجيانغ. وقد تحررت شينجيانغ سلميا يوم 25 سبتمبر 1949. وفي اليوم الأول من أكتوبر 1949, كان أهالى القوميات المختلفة في شينجيانغ قد شاركوا سائر أبناء الشعب الصينى في الاحتفال بقيام جمهورية الصين الشعبية.

واشار الكتاب الابيض الى ان الحكومات المركزية فى كافة العهود التاريخية فى الصين كانت قد قامت بحكم شينجيانغ عسكريا ومدنيا منذ أن أقامت أسرة هان الغربية " قيادة الحدود في المناطق الغربية " فى شينجيانغ عام 60 قبل الميلاد. وكان الحكم الذي قد مارسته هذه الحكومات المركزية في شينجيانغ قويا حينا وضعيفا حينا آخر وكان ذلك يتوقف على الاستقرار فى تلك العهود.

كان أهالى مختلف القوميات في شينجيانغ يصونون بنشاط علاقاتهم مع الحكومات المركزية السابقة في الصين, مساهمين بنصيبهم في تشكيل وتوطيد العائلة الكبرى للأمة الصينية.

كما اشار الكتاب الابيض الى ان كلمة " تركستان" ظهرت في المصنفات الجغرافية العربية بالعصور الوسطى, ومعناها " منطقة أو إقليم الترك ", ويقصد بها المناطق بشمال نهر سير فى آسيا الوسطى والمناطق المتاخمة لشرق النهر. وتماشيا مع تطور التاريخ, تم تحديد مختلف القوميات في آسيا الوسطى في العصر الحديث. وحتى القرن الثامن عشر, كان المفهوم الجغرافى لكلمة " تركستان " شديد الغموض, فلم تعد هذه الكلمة تستخدم من حيث الأساس في السجلات التاريخية. وفى مستهل القرن التاسع عشر, عادت فظهرت كلمة " تركستان " كإسم جغرافى تماشيا مع تعمق التوسع الاستعمارى للقوى الإمبريالية الكبرى في مناطق آسيا الوسطى.

وجاء فى الكتاب الابيض ان تيمكوفسكى كان قد أطلق على حوض تاريم فى شينجيانغ الصينية والواقع بشرق " تركستان " اسم " تركستان الشرقية " أو " تركستان الصينية ".

وفى أواسط القرن التاسع عشر, ضمت روسيا تباعا ثلاث ممالك هى خيفا وبخارى وخوقند فى آسيا الوسطى, وأقامت " منطقة حاكم تركستان " فى الجزء الأوسط من ختشونغ ( سمرقند ) فى آسيا الوسطى. لذا فإن بعض الغربيين أطلقوا على هذه المنطقة اسم " تركستان الغربية " أو " تركستان الروسية ", وأطلقوا على منطقة شينجيانغ الصينية اسم " تركستان الشرقية ". وبعد أوائل القرن العشرين, كان عدد ضئيل من العناصر الانفصالية والمتطرفين الدينيين في شينجيانغ, متأثرين بنزعة التطرف الدينى ونزعة الشوفينية القومية في العالم, وبطريقة التعبير التى اختلقها المستعمرون القدامى, قد قاموا بتسييس الاسم الجغرافى غير الفصيح ـ " تركستان الشرقية " , ولفقوا ما يسمى " الأنظمة الأيديولوجية والنظرية " لما يسمى " استقلال تركستان الشرقية ".

وأخذت العناصر الانفصالية من شتى الأصناف تقوم بنشاطات وهى تلوح براية " تركستان الشرقية ", فى محاولة تحقيق أوهامها الباطلة لتأسيس " دولة تركستان الشرقية ".

وقال الكتاب الابيض انه من أوائل القرن العشرين إلى نهاية أربعيناته, كانت قوى " تركستان الشرقية " قد أحدثت اضطرابات كثيرة بتحريض ودعم القوى المعادية الأجنبية. وبعد تحرير شينجيانغ سلميا, لم ترض قوى " تركستان الشرقية " بالهزيمة. فظل عدد ضئيل من الانفصاليين الهاربين من شينجيانغ إلى خارج البلاد, بالتواطؤ مع العناصر الانفصالية ف داخل البلاد, يترقبون الفرصة لممارسة النشاطات الانفصالية والتخريبية بدعم قوى دولية معادية للصين. وخاصة بعد دخول تسعينات القرن العشرين, لجأ بعض قوى " تركستان الشرقية " فى داخل الصين وخارجها إلى الإرهاب والعنف باعتبارهما وسيلة رئيسية لممارسة النشاطات الانفصالية والتخريبية, بتأثير التطرف الدينى والانفصالية والإرهاب الدولى. وبعد حادثة "11 سبتمبر" في الولايات المتحدة, أخذت الدعوات الدولية إلى مكافحة الإرهاب والتعاون تتعاظم مع مرور الأيام.

وعادت قوى " تركستان الشرقية " ومن أجل التخلص من وضعها الحرج, تلوح براية حماية " حقوق الإنسان" و" حرية الدين" و" مصالح الأقليات القومية " المزعومة, سعيا للنجاة من النضال الدولى ضد الإرهاب.

وحول التنمية الاقتصادية في شينجيانغ بعد تأسيس الصين الجديدة, قال الكتاب الابيض ان الاقتصاد المحلى فى شينجيانغ قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية كان اقتصادا طبيعيا قوامه الزراعة وتربية المواشى. وكانت الصناعة فى غاية التخلف لدرجة أنه لم يكن فيها خطوط حديدية ولو شبر واحد وليست فيها مصانع ومناجم تذكر.

وكانت بعض المناطق تتعرض للمجاعة دائما ومعيشة الشعب فقيرة. وفى 25 سبتمبر 1949 تحررت شينجيانغ سلميا. وتأسست منطقة شينجيانغ ذات الحكم الذاتي لقومية الويغور فى أول أكتوبر 1955, مما فتح صفحة جديدة لتطور تاريخ شينجيانغ. وفى خلال الخمسين عاما الماضية شهدت القضايا الاقتصادية والاجتماعية في شينجيانغ تطورا متسارعا. فيما يتعلق بالنمو الاقتصادى المحلى في شينجيانغ, ذكر الكتاب الابيض ان إجمالي الناتج المحلى فى عام 2001 قد وصل إلى 148 مليارا و548 مليون يوان بزيادة 9ر41 ضعف عن عام 1952, ووصل معدل الزيادة السنوى إلى 8% حسب الأسعار الثابتة. وازداد نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالي من 166 يوانا فى عام 1952 إلى 7913 يوانا فى عام 2001.

وقال الكتاب الابيض انه قبل تأسيس الصين الجديدة, كان الناس في شينجيانغ يسافرون وينقلون البضائع اعتمادا على المواشى, بسبب عدم وجود وسائل نقل حديثة. وحتى عام 2001, وصل إجمالى طول الخطوط الحديدية فى شينجيانغ إلى 4ر 3010 كيلومتر وإجمالى طول الطرق العامة العاملة في المنطقة كلها 9ر80 ألف كيلومتر .

وأصبح الطريق العام الذى يخترق صحراء تاكلامكان أول طريق عام طويل المسافة في الصحراء المتحركة في العالم. وحتى الآن, تشكلت شبكة مواصلات ونقل تصل إلى مختلف الأقاليم والمدن والمحافظات والنواحي داخل المنطقة. فتشكلت شبكة نقل جوى تتخذ مدينة أورومتشى مركزا لها وترتبط مع 65 مدينة كبيرة ومتوسطة الحجم داخل الصين وخارجها و12 إقليما وولاية ومدينة بداخل منطقة شينجيانغ. ووصل طول الخطوط الجوية إلى 8ر161 ألف كيلومتر. تم في شينجيانغ مد خطوط ميكرويف رقمية ومد 4 كابلات بصرية رئيسية.

وتم توصيل خطوط الهاتف الطويلة المسافة. وشهدت شبكة الاتصالات الرقمية وشبكة الاتصالات متعددة الوسائط نموا سريعا. وإلى جانب ذلك شهدت طاقة شبكة الاتصالات المحمولة ارتفاعا ملحوظا, حيث تم إنشاء شبكة اتصالات محمولة تغطى شينجيانغ كلها.

واستمر الكتاب الابيض يقول انه حتى عام 2001, أقامت شينجيانغ علاقات تجارية مع 119 دولة ومنطقة. وبلغ إجمالي حجم صادرات وواردات التجارة الخارجية لمنطقة شينجيانغ 77ر1 مليار دولار أمريكي.

وقد تشكل للانفتاح على العالم الخارجى وضع شامل الاتجاهات ومتعدد الدرجات ومختلف المجالات لتطوير التجارة الدولية والداخلية على طول الحدود والجسور ( الجسر الأورآسى ) والطرق العامة الرئيسية. فأصبحت شينجيانغ باعتبارها منطقة هامة من مناطق الصين تطبق فيها استراتيجية الانفتاح جبهة أمامية لفتح الصين صوب الغرب. وأشار الكتاب الابيض الى انه منذ أكثر من 50 سنة بعد تأسس الصين الجديدة شهد مختلف القضايا الاجتماعية فى شينجيانغ تغيرات تاريخية.

وبالمقارنة بين عامى 1949 و2001, ازداد عدد المدارس الابتدائية في شينجيانغ من 1335 مدرسة إلى 6221 مدرسة وعدد المدارس المتوسطة من 9 مدارس إلى 1929 مدرسة وعدد الجامعات من واحدة إلى 21 جامعة وازدادت نسبة الذين يتلقون التعليم في المنطقة كلها زيادة ملحوظة وانخفضت نسبة الأمية وسط الشباب والكهول إلى أقل من 2 بالمئة.

وجاء فى الكتاب الابيض انه منذ أكثر من 50 سنة , حققت شينجيانغ 7102 نتيجة علمية وتكنولوجية هامة, منها 201 نتيجة فازت بالجوائز الوطنية, ووصلت تكنولوجيا تكاثر غنم مرينو الصينى إلى المستوى المتقدم الوطنى ووصلت تكنولوجيا مد الطرق التى تخترق الصحراء إلى المستوى المتقدم الدولى.

وقبل تأسيس الصين الجديدة, لم تكن في شينجيانغ فرقة فنية متخصصة ولا هيئة بحث فنى ولا مدرسة فنية ولا مكتبة عامة ولا متحف. وفى عام 2001, كان في المنطقة كلها 89 فرقة فنية, و107 هيئات بحوث فنية وإبداعية, ومجموعة من المدارس الفنية. وفي الوقت الحاضر, في كل محافظة من 85 محافظة ( مدينة ) فى المنطقة مستشفى ومركز وقاية صحية ووحدة طبية وصحية للأمومة والطفولة, وفى كل ناحية مستوصف, وفي كل قرية مركز علاج.

ولقد شهد مستوى العلاج ارتفاعا كبيرا, بحيث يمكن علاج الأمراض المستعصية المتنوعة داخل المنطقة. وتم القضاء من حيث الأساس على الأمراض المستوطنة والمعدية التى خلفها التاريخ والتى تهدد صحة أبناء مختلف القوميات.

وحول ارتفاع مستوى وجودة معيشة الشعب قال الكتاب الابيض ان مستوى معيشة أبناء مختلف القوميات في شينجيانغ يرتفع سنة بعد سنة تمشيا مع تطور الاقتصاد ومختلف القضايا الاجتماعية.

فقد بلغ معدل نصيب الفرد من الدخل الصافي للفلاحين 44ر1710 يوان في عام 2001, بحيث حقق الفلاحون ما يزيد عن الحاجة من الكساء والغذاء. ووصل معدل نصيب الفرد من رواتب العاملين فى الخدمة بالمدن والبلدات 27810 يوانا سنويا, بحيث حقق سكان المدن والبلدات المعيشة الرغيدة من حيث الكل. وحتى الآن ارتفع معدل الاعمار المتوقعة لسكان شينجيانغ إلى 12ر71 سنة. وقد أظهر نمط النمو السكانى فى شينجيانغ مزاياه المتمثلة فى النسب المنخفضة للمواليد والوفيات والنمو السكانى.

وفي عام 1985, أدرجت جمعية الطب الطبيعى الدولية منطقة شينجيانغ ضمن قائمة المناطق الأربع الاكثر عددا للمعمرين فى العالم. وذكر الكتاب الابيض ان منطقة شينجيانغ بصفتها إحدى المناطق الصينية التى يمارس عليها الحكم الذاتى الإقليمى القومى, طبقت السياسة القومية والدينية للحكومة المركزية بشكل شامل, وبذلك حمت المصالح الأصلية لأبناء مختلف القوميات, حتى تم تشكيل وتطوير وتوطيد علاقة جديدة تتمثل في المساواة والوحدة والمساعدة المتبادلة بين القوميات.

وقال الكتاب الابيض ان المواطنين من القومية التي تمارس الحكم الذاتى يتولون منصب الرئيس في أجهزة الحكم الذاتي الإقليمي القومي. والآن, بلغ عدد الكوادر المنحدرة من الأقليات القومية 348 ألف شخص, يشكلون 8ر51 فى المئة من مجموع كوادر المنطقة. وتحتل نسبة النساء فى كوادر الأقليات القومية أكثر من 46 فى المئة من مجموع الكادرات في المنطقة. والأقليات القومية تتمتع بحق التمثيل الكافي في مجالس نواب الشعب على مختلف المستويات.

وكانت نسبة نواب الأقليات القومية من بين مجموع نواب الشعب في مجالس نواب الشعب على مختلف المستويات داخل منطقة الحكم الذاتي, أعلى ب4 نقاط مئوية من نسبة تعداد سكان الأقليات القومية في مختلف أقاليم شينجيانغ في نفس الفترة . وفي كل مجلس وطني لنواب الشعب, كانت نسبة نواب الأقليات القومية من بين مجموع نواب الشعب في شينجيانغ, تحتل أكثر من 63 فى المئة, وذلك أعلى من نسبة تعداد سكان الأقليات القومية في مختلف أقاليم شينجيانغ في نفس الفترة. وتم احترام وضمان حرية الأقليات القومية وحقها في استخدام وتطوير لغاتها المنطوقة والمكتوبة. وحول ارتفاع مستوى التعليم للأقليات القومية قال الكتاب الابيض انه بعد تأسيس الصين الجديدة, اتخذت الحكومة سلسلة من الإجراءات لتغيير أحوال التعليم المتخلف للأقليات القومية, باعتبار تنمية أعمال التعليم للأقليات القومية نقطة جوهرية في أعمال التعليم. فترتب وتساند بصورة رئيسية وتفضيلية أعمال التعليم للأقليات القومية في مجال منهاج التنمية وتوظيف الأمـوال وتدريب المعلمين.

وفي شينجيانغ الآن 5882 مدرسة قومية متوسطة وابتدائية , تحتل 69% من إجمالى المدارس المتوسطة والابتدائية في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم. وحتى عام 2001, بلغت نسبة التحاق الأطفال في سن الدراسة بالمدارس الابتدائية 41ر97% ونسبة التحاقهم الإلزامي بالمدارس الإعدادية 02ر82%.

وقال الكتاب ان الصين تطبق سياسة تنظيم الأسرة لأبناء الأقليات القومية على نحو أكثر تسامحا بالمقارنة مع أبناء قومية هان, مما ضمن نمو سكان الأقليات القومية.

وبفضل ذلك, أصبحت سرعة النمو الطبيعى لأهالي الأقليات القومية في منطقة شينجيانغ أسرع مما لأهالي قومية هان. في عام 2001, وصلت نسبة النمو الطبيعى لأبناء الأقليات القومية إلى 04ر13 بالألف, ولأبناء قومية هان 25ر8 بالألف. وفي الإحصاء السكاني الأول عام 1953, بلغ عدد أبناء الأقليات القومية في منطقة شينجيانغ 54ر4 مليون نسمة. أما في الإحصاء السكاني الخامس عام 2000, فبلغ هذا العدد 600ر969ر10 نسمة. واضاف الكتاب ان معظم جماهير الأقليات القومية في شينجيانغ يعتنقون الدين وتلقى حقوق أبناء مختلف القوميات في حرية الاعتقاد الديني احتراما كاملا, وتتمتع النشاطات الدينية الطبيعية بحماية قانونية. وفي الوقت الراهن, في شينجيانغ أكثر من 24 ألفا من الأماكن لمزاولة النشاطات الدينية . وفي شينجيانغ أكثر من 24 ألفا من الأماكن لمزاولة النشاطات الدينية, يعمل فيها 8ر 26 ألف من المدرسين والمشتغلين بالأديان. في شينجيانغ 753ر23 مسجدا إسلاميا, يعمل فيها 5ر26 ألف من المدرسين ورجال الدين.

وفي الوقت نفسه, تخصص الحكومة سنويا مبالغ خاصة لإصلاح المعابد والمساجد الهامة. وان الشخصيات الدينية تتمتع بحقوق كاملة للاشتراك في شؤون حكم الدولة وتقديم الاقتراحات لها. في الوقت الحاضر, بلغ عدد الشخصيات الدينية في منطقة شينجيانغ والتي تتولى مناصب في مجالس نواب الشعب والمؤتمرات الاستشارية السياسية على مختلف المستويات في البلاد كلها أكثر من 1800 نسمة. وإنهم ينشطون في الاشتراك في شؤون حكم الدولة وطرح اقتراحاتهم حولها نيابة عن الجماهير الدينية, كما يقومون بالرقابة لسياسة حرية الاعتقاد الديني التي تطبقها الحكومات على مختلف المستويات. ومن أجل ضمان إجراء النشاطات الدينية بصورة طبيعية, أنشئ في شينجيانغ المعهد الإسلامي لتربية رجال الدين الكبار والمعلمين بصورة خاصة.

ووفقا لما ينص عليه الدستور والقوانين, وضعت وأصدرت حكومة المنطقة ((القرار المؤقت لمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم حول إدارة مواقع النشاطات الدينية)) وغير ذلك من القوانين واللوائح لحماية النشاطات الدينية الطبيعية.

حول تشكيل وتطور ودور فوج شينجيانغ للإنتاج والبناء قال الكتاب الابيض انه تم تأسيس فوج شينجيانغ للإنتاج والبناء في عام 1954, وهو يتحمل مهمات وواجبات العسكرة لاستصلاح الأراضي وحماية الحدود بتكليف من الدولة, وهو منظمة اجتماعية خاصة ومستقلة خططتها الدولة, هي تدير, بصورة ذاتية, الشؤون الإدارية والقضائية داخل المنطقة التابعة لها وفقا للقوانين واللوائح التي وضعتها الدولة ومنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم. ويخضع للقيادة المزدوجة من الحكومة المركزية والحكومة الشعبية لمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم.

ووفقا للسجلات التاريخية فأن جميع الأسرات الملكية الصينية السالفة اتخذت العسكرة لاستصلاح الأراضي وحماية الحدود سياسة هامة للدولة لتطوير الحدود وتوطيد الدفاع الحدودي. وبدأت الحكومة المركزية العسكرة لاستصلاح الأراضي وحماية الحدود في شينجيانغ على نطاق واسع من أسرة هان الغربية, ثم ورثتها الأسرات التالية. لعب الفرج دورا خاصا لا غنى عنه في إنزال الضربات والمقاومة ضد نشاطات التخريب والتسلل التي نفذتها القوى الانفصالية داخل الصين وخارجها, وفي مجالات حماية الاستقرار وأمن حدود الوطن وغيرها.

وقال الكتاب ان الحكومة المركزية تتخذ مساعدة المناطق الحدودية المأهولة بالأقليات القومية على تطوير السياسة والاقتصاد والثقافة والسير على طريق الاغتناء المشترك لمختلف القوميات الصينية, سياسة أساسية للدولة. وبفضل دعم الدولة القوي, أقيمت في شينجيانغ مشروعات بناء واستثمار كبيرة الحجم, إذ خلال فترة 1950 - 2001, أنجزت الاستثمارات للأصول الثابتة في المجتمع كله 501 مليار و515 مليون يوان, واكثر من 50 بالمئة منها من استثمارات الحكومة المركزية. وفقا للإحصاء الأولي, منذ عام 1955 حتى عام 2000, بلغ مجمل الإعانات المالية التي خصصتها الحكومة المركزية لشينجيانغ 87 مليارا و741 مليو ن يوان.

وتمشيا مع تعزيز القوة المالية للحكومة المركزية وتطبيق استراتيجية تنمية المناطق الغربية, ازدادت الإعانات المالية العادية التي منحتها الحكومة المركزية لشينجيانغ سنة بعد سنة: إذ بلغت 5 مليارات و907 ملايين يوان في عام 1996, و6 مليارات و838 مليون يوان في عام 1997الى 18 مليارا و382 مليون يوان في عام 2001. وفي الوقت نفسه, تعزز الحكومة المركزية الاستثمارات والدعم المالي بواسطة مختلف وسائل الدفع التحويلي المالي الخاص والدفع التحويلي المالي للسياسات التفضيلية القومية.

كما تؤيد حكومة المنطقة الذاتية الحكم في استخدام القروض من الهيئات المصرفية الدولية والحكومات الأجنبية بصورة نشطة. وتحوز شينجيانغ موارد غنية من البترول والغاز الطبيعي.

وتتمسك الحكومة المركزية بمبدأ بذل الجهود الجبارة في التنقيب والاكتشاف والاستثمار للبترول والغاز الطبيعي في شينجيانغ, هادفة إلى إسعاد أبناء مختلف القوميات في شينجيانغ.

ومن أجل تحقيق الفكرة الاستراتيجية حول بناء شينجيانغ لتصبح أكبر قاعدة للصناعة البتروكيماوية في البلاد كلها, وفي ظل انخفاض أسعار البترول والغاز الطبيعي داخل البلاد وخارجها والتكاليف العالية لتنقيب واكتشاف البترول والغاز الطبيعي في شينجيانغ, زادت الحكومة المركزية سنة بعد سنة استثماراتها لتنقيب واكتشاف البترول والغاز الطبيعي في شينجيانغ, حيث تبلغ قيمة الاستثمارات المخططة لمشروع " نقل الغاز الطبيعى من غرب الصين إلى شرقها " الذي بدأ بناؤه باعتبار شينجيانغ مورد غاز رئيسيا, أكثر من 120 مليار يوان.

قال الكتاب ان التنمية السريعة لانتاج لبترول والغاز الطبيعي والصناعة البتروكيماوية ليست فقط تسد حاجات التنمية الاقتصادية للموارد والمنتجات البتروكيماوية في شينجيانغ, بل تدفع أيضا بصورة قوية تنمية صناعات الماكينات والنقل والمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية والبناء المعماري والطاقة الكهربائية والري والزراعة والمواد الغذائية والغزل والنسيج والصناعة الكيماوية والبلاستيك والمطاط والطب والأدوية وغيرها, وتنشيط زيادة صناعة الخدمات, ولها تأثير هام على تشكيل وارتقاء الهيكل الاقتصادي الإقليمي في شينجيانغ.

وتدفع بصورة نشطة زيادة عدد العاملين. ويمكن لمشروع "نقل الغاز الطبيعي من الغرب إلى الشرق" أن يزيد أكثر من مليار يوان سنويا من الدخل المالي لشينجيانغ, وقد قدم مساهمات كبيرة للغاية لدفع تنمية مختلف المجالات في شينجيانغ. منذ تأسيس الصين الجديدة, وخاصة منذ تطببيق سياسة الإصلاح والانفتاح, مالت الحكومة المركزية إلى شينجيانغ في التنمية الاقتصادية والسياسات المختلفة. وتجحت فى نقل وإعداد الأكفاء من الدرجة الأولى في مجال التكنولوجيا المتخصصة إلى شينجيانغ.

وقدمت المقاطعات والمناطق في البلاد كلها دعما كبيرا في التكنولوجيا والأكفاء لشينجيانغ. ومنذ تطبيق سياسة الإصلاح والإنفتاح, تتكاثف وتتوسع, يوما فيوما, أعمال التعاون والتبادل الاقتصادية والتكنولوجية وانتقال الأكفاء بين شينجيانغ والمقاطعات والمناطق الأخوية الداخلية. وتطور سريعا هيكل جديد لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في شينجيانغ, يتخذ السوق مرشدا.

وقال الكتاب انه تحت قيادة ودعم الحكومة المركزية, وبعد نضالات شاقة خاضها أبناء مختلف القوميات في شينجيانغ خلال أكثر من الخمسين عاما, أحرزت شينجيانغ منجزات تاريخية رائعة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة.

لكن وبسبب وقوع شينجيانغ في حدود شمال غربي الصين وظروفها الطبيعية القاسية وقواعدها الاقتصادية الضعيفة, لذلك واجهت تنميتها في مجالات التعليم والثقافة والصحة وغيرها من القضايا الاجتماعية صعوبات كثيرة, وكانت مهمات رفع مستوى معيشة أبناء مختلف القوميات قاسية للغاية. إن الإسراع في خطوات تنمية شينجيانغ رغبة مشتركة لأبناء مختلف القوميات في شينجيانغ, وكذلك الخطة الاستراتيجية للحكومة المركزية. في عام 1999, اتخذت الحكومة المركزية قرارا هاما بشأن تطبيق استراتيجية تنمية المناطق الغربية, الأمر الذي قدم فرصة تاريخية نادرة لتنمية شينجيانغ. وفقا لترتيب الدولة العام حول تطبيق استراتيجية تنمية المناطق الغربية, وضعت المنطقة الذاتية الحكم الخطة الخمسية العاشرة والخطة التنموية حتى عام 2010. إن مستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في شينجيانغ رائع. وإن أبناء مختلف القوميات في شينجيانغ, بفضل دعم الحكومة المركزية والمقاطعات والمناطق والمدن الشقيقة وعبر نضالاتهم الشاقة, سيبنون شينجيانغ أكثر جمالا وغناء.

ترشيحات للقراءة

版权所有中央党史和文献研究院

建议以IE8.0以上版本浏览器浏览本页面京ICP备11039383号-6京 公网安备11010202000010